خسائرهم المادية. عندما تسقط الأمطار وتغمر الوديان فتغرق المدن كما يحدث دائماً في جدة أو عندما تشتد الرياح فتتسب في حوادث وخسائر كما حدث في مكة قبل أشهر، أو كأن يشب حريق فجأة فيأخذ معه كل شيء، في بداية التعامل مع الحدث دائماً ما يكون هناك قليل من الوقت أو الاهتمام بـ"مشاعر" من عاشوا هذه الكوارث الطبيعية، آلامهم النفسية غالباً ما تختبئ تحت ركام الخسائر المادية، لكن الرماد ما يلبث أن ينقشع وكل المشاعر تعود للظهور على السطح من جديد. الآلام النفسية للكوارث الطبيعية هي آلام تراكمية، في كل مرة تشتد فيها الرياح أو تهطل فيها الأمطار بغزارة، حتى لو لم تشكل خطورة على الاطلاق، يُعاد مشهد الكارثة في مخيلة من تعرض لها من قبل، ويعيش نفس المشاعر من جديد.
من الطبيعي أن يشعر من تعرض لكارثة طبيعية بتضارب في المشاعر من صدمة وعجز تارة، لغضب شديد تارة أخرى، وقد يشعر أحياناً بالذنب كأنه هو المسؤول عن كل ما حدث، قد يعاني أحياناً من خوف شديد بدون أن يحدد سبباً له، قد يفقد القدرة على النوم أو يغزو نومه سلسلة من الكوابيس التي تنفره من أن ينام أساساً.
Comments